6%

« محمّد علي الشحي ـ الإمارات ـ سنّي ـ ١٨ سنة ـ طالب جامعي »

لم يكن ثرياً :

س : فيمن نزلت الآية :( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ ) ؟

ج : إنّ الآيتين في مجال بيان نتيجة التقوى ، ومزاولتها في اجتناب النار وعذابها ، فهي مطلقة بمنطوقها ، وإن اختلفت الآراء في تأويلها وتطبيقها

أمّا أهل السنّة فعلى رأيين في شأن نزولها ، إذ أكثرهم يرى أنّها نزلت في أبي بكر ، وبعضهم يصرّح بأنّ مورد نزولها كان أبا الدحداح(١)

وأمّا الشيعة ، فلا ترى صحّة نزولها في حقّ أبي بكر لما يلي :

أوّلاً : إنّ الروايات المزعومة متعارضة مع الأحاديث الواردة التي تقول : بأنّها نزلت في حقّ الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أو حتّى التي تشير بأنّ شأن النزول كان في مورد أبي الدحداح

ثانياً : إنّ القول بثروة أبي بكر قول بلا دليل ، بل تردّه القرائن والأدلّة الحافّة بالموضوع ، فمثلاً أنّ أباه ـ أبا قحافة ـ كان فقيراً مدقعاً سيئ الحال(٢) فهل يعقل وجود هذه الحالة مع ثراء الابن ؟ أليس الأولى للولد أن يكون بارّاً لأبيه قبل الآخرين ؟!

وقد ورد في مصادرهم المعتبرة ما ينقض دعواهم غناء أبي بكر ، فعن أبي هريرة قال : « خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم أو ليلة ، فإذا هو بأبي بكر وعمر ، فقال :« ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة » ؟ قالا : الجوع يا رسول الله

قال :« وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما ، قوموا » ، فقاموا معه »(٣)

______________________

(١) الجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ٩٠

(٢) شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٧٠

(٣) صحيح مسلم ٦ / ١١٦ ، وأغرب ما في الباب أنّ النووي في شرحه لمسلم ١٣ / ٢١٢ ، لمّا التفت للتناقض الموجود بين غناء أبي بكر وهذه الرواية الواضحة في فقره ، فلذلك حاول لَي عنقها