« سمير حسن ـ السعودية ـ »
س : هل إنّ ما رآه النبيّ محمّدصلىاللهعليهوآله في الإسراء والمعراج كان برؤية قلبية فقط ؟ أم أنّها كانت قلبية وبصرية أيضاً ؟
أرجو الإجابة على سؤالي مدعماً بأقوال المعصومينعليهمالسلام ، وغفر الله لكم ، وشكر مساعيكم في نشر العقيدة الحقّة
ج : تعتقد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية ، والزيدية ، والمعتزلة : أنّ النبيّصلىاللهعليهوآله أُسري يقظة بجسمه وروحه إلى بيت المقدس لقوله تعالى :( إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) ، وعرج إلى السماوات لقوله تعالى :( وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ )
ودلّت عليه الروايات المتواترة عن أئمّة أهل البيتعليهمالسلام والصحابة ، كابن عباس وابن مسعود ، وجابر وحذيفة وأنس ، وعائشة وأُمّ هاني
وعليه تكون رؤية النبيّصلىاللهعليهوآله في معراجه رؤية بصرية وقلبية للسماوات ، فرأى الأنبياء والعرش وسدرة المنتهى والجنّة والنار بعينه الشريفة ، ورأى جبرائيل على ما هو عليه ، من الهيئة التي خلقه الله تعالى عليها ، فعن الإمام الصادقعليهالسلام في قوله تعالى :( لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ) (١) قال :« رأى جبرائيل على ساقه الدرّ » (٢)
نعم رأى ربّه برؤية قلبية لا بصرية ، فعن محمّد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسنعليهالسلام : هل رأى رسول اللهصلىاللهعليهوآله ربّه عزّ وجلّ ؟
قال :« نعم ، أما سمعت الله يقول : ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ ) لم يره
______________________
(١) النجم : ١٨
(٢) التوحيد : ١١٦