نعلم بوقوع هذه المثوبات أو العقوبات فيما بعد ، أي أنّ المحاسبة ومن ثمّ إعطاء النتائج لأفعال العباد سوف تكون في القيامة
ج : نعم جاء في نصوص المعراج ما ذكرتم ، ولكن الذي يظهر بعد التوفيق بين الأدلّة العقلية والنقلية في المقام هو : أنّ النبيّصلىاللهعليهوآله شاهد الصور المثالية لهؤلاء الأشخاص ولتلك الأحداث ، لا أنّهصلىاللهعليهوآله رآها بنحو القضية الخارجية والواقعية ، وبهذا ينحلّ الأشكال المذكور ، ولا يبقى أيّ استبعاد في المقام
وقد تنبّه لردّ هذا المحذور المتوهّم بعض أساطين المذهب قديماً وحديثاً ، منهم الشيخ الطبرسيقدسسره ، حيث قال في معرض جوابه : « فيحمل على أنّه رأى صفتهم أو أسماءهم »(١)
« ـ السعودية ـ »
س : كيف كلّم الله النبيّصلىاللهعليهوآله في ليلة المعراج ؟ وهل رأى الله ؟ وإنّني سمعت أنّه كلّمه بصوت الإمام عليعليهالسلام ، فما هي الأدلّة على ذلك من كتب أهل السنّة ؟ وشكراً
ج : إنّ الأدلّة العقلية والنقلية قائمة على عدم إمكانية رؤية الله تعالى ـ رؤية حسّية ومادّية ـ وكذا الكلام في نوعية كلامه سبحانه وتعالى مع ما سواه( لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ) (٢) ،( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ) (٣) ، فكلّ ما روي أو نقل أو قيل خلاف ذلك فهو إمّا مؤوّل ، أو مطروح من رأسه ، فإنّ القول بالتجسيم باطل مستحيل ، كما قرّر ذلك في مباحث علم الكلام
______________________
(١) مجمع البيان ٦ / ٢١٥
(٢) الأنعام : ١٠٣
(٣) الشورى : ٥١