وأمّا مخاطبة النبيّصلىاللهعليهوآله بلسان الإمام عليعليهالسلام في المعراج ، فهي من مناقب وفضائل الإمام أمير المؤمنين عليعليهالسلام ، وقد جاء هذا الموضوع ـ مضافاً إلى المصادر الشيعة ـ في كتب أهل السنّة أيضاً ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر : المناقب للخوارزمي(١) ، ينابيع المودّة(٢) ، المناقب المرتضوية للكشفي(٣) ، أرجح المطالب(٤) ، وغيرها
« محمود البحراني ـ البحرين ـ ١٧ سنة ـ طالب ثانوية »
س : في الروايات التي جاءت عن الإسراء والمعراج أنّ النبيّصلىاللهعليهوآله رأى أشكال التعذيب والجنّة والنار ، وسؤالي : كيف رأى النبيّ هؤلاء المعذّبين والمعذّبات في النار ؟ أليس عذاب النار في الآخرة ؟ أم أنّه رآهم في البرزخ ؟ ولكم الشكر الجزيل
ج : إنّ رؤية النبيّصلىاللهعليهوآله لذلك كرؤيته للأنبياءعليهمالسلام في السماء ، فالروايات دلّت على أنّ الله تعالى مثّل له أرواحهم في أجساد تشبه أجسادهم التي كانت لهم في الدنيا ، ولهذا استطاع أن ينعتهم لقريش
وهذا النوع من التمثيلات ليس بممتنع عقلاً ، وكذلك ما ورد من التمثيلات التي رآهاصلىاللهعليهوآله لأقوام يتنعّمون في الجنّة ، وآخرون يعذّبون في النار ، فهي نوع من التشبيه الحقيقي لمقامات الصالحين في معارج القرب ، وكذلك في بواطن صور المعاصي ونتائج الأعمال ، فيحمل ما ورد في ذلك على أنّهصلىاللهعليهوآله رأى صفتهم وأسماءهم ، ولا مانع من أنّها نوع من التمثيلات البرزخية التي تصوّر الأعمال بنتائجها
______________________
(١) المناقب : ٣٧
(٢) ينابيع المودّة : ٨٣
(٣) المناقب المرتضوية : ١٠٤
(٤) أرجح المطالب : ٥٠٧