والسخط ضدّ أعداء الحقّ والعدل
إذاً ظهر من هذا أنّ اللطم على الصدور ليس ببدعة ، بل هو أمر جائز ، بل راجح إذا كان لأجل مظلومية أهل البيتعليهالسلام ، لاسيّما الإمام الحسينعليهالسلام
« موسى ـ السعودية ـ »
س : لو سمحتم أن توردوا لنا مصادر ـ سواء من كتبنا أو من كتب العامّة ـ على أنّ الإمام زين العابدينعليهالسلام ، أو أحد الأئمّةعليهمالسلام نصب عزاءً للإمام الحسينعليهالسلام ، وأنّه كرّر ذكر مظلوميته في كلّ سنة ، وشكراً جزيلاً لكم
ج : أوّلاً : إنّ أوّل مجلس نصبه الإمام زين العابدينعليهالسلام هو في الشام ، عندما خطب في ذلك الحشد ، وأخذ ينعى ويعدّد صفات أبيه ومظلوميته ، والناس من حوله تبكي ، فهذا مجلس عزاء أقامه الإمام زين العابدينعليهالسلام في الجامع الأموي(١)
ثانياً : ما كان يفعله الإمام زين العابدينعليهالسلام عند مروره بالقصّابين ، وتذكيرهم بمصاب الإمام الحسينعليهالسلام ، وأخذه البكاء أمامهم ، فإنّ هذا عزاء لأبيه الحسينعليهالسلام في الملأ العام ، وليس فقط تذكير
ثالثاً : روى العلّامة المجلسي عن بعض مؤلّفات المتأخّرين أنّه قال : « حكى دعبل الخزاعي قال : دخلت على سيّدي ومولاي علي بن موسى الرضاعليهماالسلام في مثل هذه الأيّام ـ يعني محرّم ـ فرأيته جالساً جلسة الحزين الكئيب ، وأصحابه من حوله ، فلمّا رآني مقبلاً قال لي :« مرحباً بك يا دعبل ، مرحباً بناصرنا بيده ولسانه » ، ثمّ وسّع لي في مجلسه ، وأجلسني إلى جانبه ، ثمّ قال لي :« أن تنشدني شعراً ، فإنّ هذه الأيّام أيّام حزن كانت علينا أهل البيت ، وأيّام سرور كانت على أعدائنا ، خصوصاً بني أُمية ، يا دعبل من بكى وأبكى على
______________________
(١) الاحتجاج ٢ / ٣٨