« ـ السويد ـ ٢٤ سنة »
إنّ التطبير من الحجامة فلا إشكال فيه ، كذلك إنّ الأصل في الأشياء الحلّ ، ولم يأتي دليل بتحريمه
والعقيلة زينبعليهاالسلام حين ضربت برأسها مقدّم المحمل أمام الإمام زين العابدينعليهالسلام لم ينهاها ، وكذلك أنّ الفاطميات خمشن وجوههن ، وأنّ التطبير لا يوهن المذهب مثله ، مثل رمي الجمرات في الحجّ مثلاً ، وأنّ قضية الضرر وما يترتّب عليها ما ورد من النبيّصلىاللهعليهوآله والأئمّة من بعدهعليهمالسلام ورد عن بعضهم القيام في الليل حتّى تتفطّر أقدامهم ، وما ورد من أنّ بعض الأئمّةعليهمالسلام حجّ ماشياً ـ كالإمام السجّادعليهالسلام ـ حتّى تورّمت قدماه
ألا يكون هذا فعل جائز مع وقوع الضرر في فعله ، فيكون كذلك التطبير فيه ضرر ، ولكن جائز الفعل مثله مثل القيام في الليل حتّى تتفطّر القدم ، ويحصل الضرر ؟!
وورد في زيارة الناحية المقدّسة :« ولأبكين عليك بدل الدموع دماً » (١)
كما ورد في الروايات : « إنّ البكاء والجزع مكروه للعبد في كلّ ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن عليعليهماالسلام فإنّه فيه مأجور »(٢) فيكون هنا خصوصية لجواز فعل التطبير ، بل واستحبابه
وما ورد عن الإمام الصادقعليهالسلام :« رحم الله من أحيا أمرنا » (٣) ، وما ورد عن الإمام الرضاعليهالسلام :« إنّ يوم الحسين عليهالسلام أقرح جفوننا ، وأسبل عيوننا » (٤) ، وما ورد عن الإمام السجّادعليهالسلام من أنّه كان يبكي حتّى يمتزج في الإناء دموعه مع دم خارج من عينه
______________________
(١) المزار الكبير : ٥٠١
(٢) كامل الزيارات : ٢٠١
(٣) الأمالي للشيخ الطوسي : ١٣٥
(٤) الأمالي للشيخ الصدوق : ١٩٠