« ـ الكويت ـ »
س : قد يتساءل الفرد ، مادام الإمام الحسينعليهالسلام الآن في نعيم الله وجنانه ، فكيف نبكي على مصابه ؟ أو بعبارة أُخرى : كيف يتوافق البكاء على مصابهعليهالسلام ، مع كونه في أعلى الدرجات من النعيم ؟ ولكم منّي جزيل الشكر
ج : قد روى علماء المسلمين في كتبهم : إنّ النبيّصلىاللهعليهوآله قال : « لا يؤمن أحدكم حتّى يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما »(١)
وكان رسول اللهصلىاللهعليهوآله دائماً يوصي أُمّته بمودّة ذوي القربى ، قال تعالى :( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (٢) ، والإمام الحسينعليهالسلام من القربى بإجماع المسلمين ، ومن مودّته أن نحبّه ونقتدي به ، ونفرح لفرحه ، ونحزن لحزنه وما يصيبه
فبكاؤنا على الحسينعليهالسلام من مصاديق المودّة في القربى ، أضف إلى ذلك ، الروايات الكثيرة الواردة عن النبيّصلىاللهعليهوآله ، وأهل البيتعليهمالسلام في التأكيد على البكاء عليه ، وما فيه من الثواب
« رؤوف ـ السعودية ـ ٢٧ سنة ـ طالب »
س : ما فائدة البكاء في محرّم ؟ وما فائدة اللطم على الصدور ؟ السؤال ليس عن الأحاديث الشريفة ، بل كيف يمكن للبكاء واللطم أن يؤثّرا في حياتنا وسلوكنا ؟
ج : إنّ البكاء بمعناه النفسي حالة تأثّر النفس وتفاعلها مع الحدث ،
______________________
(١) مسند أحمد ٣ / ٢٠٧ و ٢٧٨ ، مسند أبي يعلى ٦ / ٢٣ ، مسكن الفؤاد : ٢٧
(٢) الشورى : ٢٣