ج : إنّ الذبح والإطعام تارة يضاف لله تعالى فيقال : ذبح لله ، وإطعام لله ، ومعناه : أنّه ذبح لوجهه تعالى ، وتقرّباً إليه ، كما في الأضحية بمنى وغيرها ، والفداء في الإحرام ، والعقيقة ، وغير ذلك
وتارة يضاف إلى المخلوق ، وهنا مرّة يضاف إلى المخلوق بقصد التقرّب إلى المخلوق طلباً للخير منه ، مع كونه حجراً أو جماداً ، كما كان يفعل المشركون مع أصنامهم ، فهذا شرك وكفر سواء سمّي عبادة أو لا
ومرّة يضاف إلى المخلوق بقصد التقرّب إلى الخالق ، فيقال : ذبحت الشاة للضيف ، أو ذبحت الشاة للحسينعليهالسلام ، وأطعمت للحسينعليهالسلام ، أو لغيره من أئمّة أهل البيتعليهمالسلام ، وهذا لا محذور فيه ، لأنّه قصد ثواب هذه الذبيحة ، أو هذا الطعام للحسينعليهالسلام ، أو لأحد من أئمّة أهل البيتعليهمالسلام
ونظيره من يقصد أنّي أطحن هذه الحنطة لأعجنها ، وأخبزها وأتصدّق بخبزها على الفقراء ، وأهدي ثواب ذلك لوالدي ، فأفعاله هذه كلّها طاعة ، وعبادة لله تعالى لا لأبويه
ولا يقصد أحد من المسلمين بالذبح للحسينعليهالسلام ، أو بالإطعام له ، أو غيره التقرّب إلى الإمام الحسينعليهالسلام دون الله تعالى ، ولو ذكر أحد من المسلمين اسم الإمام الحسينعليهالسلام ، أو أحد الأئمّةعليهمالسلام على الذبيحة ، لكان ذلك عندهم منكراً ، وحرّمت الذبيحة ، فليس الذبح لهم ، بل عنهم ، بمعنى أنّه عمل يهدي ثوابه إليهم ، كسائر أعمال الخير
والخلاصة : إنّ الإطعام يوم عاشوراء إطعام لله تعالى ، صحيح أطلق عليه إطعام للحسينعليهالسلام ، ولكن قصد أنّ ثوابه للحسينعليهالسلام ، وليس هو إطعام لغير الله تعالى ، كما يتوهّمه الوهّابيون
« محمّد ـ السعودية ـ ١٦ سنة ـ طالب ثانوية »
س : هل الغياب في اليوم العاشر من محرّم لا يجوز ؟ وكذلك في وفاة الأئمّة عليهمالسلام ؟