السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) (١) إذ لا معنى للتسبيح والعلم به ، وبالصلاة مع الجَهل بمن يصلّون له ويسبّحونه ، فهو نظير قوله :( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) (٢)
وسيوافيك البحث عنه إن شاء الله
فقد تحصّل أنّ المراد بالنور في قوله :( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) نوره تعالى من حيث يشرق منه النور العام ، الذي يستنير به كُلّ شيء ، وهو مساو لوجود كُلّ شيء وظهوره في نفسه ولغيره وهي الرحمة العامّة »(٣)
كما ذكرقدسسره في بحثه الروائي ما نصّه :
في التوحيد ، بإسناده عن العباس بن هلال قال : ( سألت الرضاعليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ :( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) فقال :« هاد لأهل السماء وهاد لأهل الأرض »
وفي رواية البرقي :« هدى من في السماوات وهدى من في الأرض » )(٤)
أقول : إذ كان المراد بالهداية الهداية الخاصّة ، وهي الهداية إلى السعادة الدينية ، كان من التفسير بمرتبة من المعنى ، وإن كان المراد بها الهداية العامّة ، وهي إيصال كُلّ شيء إلى كماله ، انطبق على ما تقدّم
« ـ ـ »
س : كيف يمكن أن نفسّر غضب ورضا الله تعالى ، كقولنا : إنّ الله يغضب لغضب الرسول صلىاللهعليهوآله ، ويرضى لرضاه ؟
______________________
(١) النور : ٤١
(٢) الإسراء : ٤٤
(٣) الميزان في تفسير القرآن ١٥ / ١٢٢
(٤) التوحيد : ١٥٥