كما أنّ المباهلة تعني بحسب ماهيّتها أنّ النبيّصلىاللهعليهوآله جعل هؤلاء المتباهل بهم شركاء في دعوته ، ممّا يعني أنّ مسؤولية الدعوة تقع على عاتقهم كذلك بحجّيتهم ومقامهم ، مشيراً إلى وجود تعاضد وتقاسم بينهمعليهمالسلام وبين النبيّصلىاللهعليهوآله ، كما يفيد ذلك حديث :« أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي »
فمنزلة الإمام عليعليهالسلام بمنزلة هارون وصف لحجّيته ومشاركته في دعوته ، كما شارك هارون موسى في دعوته ، فهذه المقايسة في المباهلة مع النبيّصلىاللهعليهوآله دليل حجّيتهم ومشاركتهمعليهمالسلام معهصلىاللهعليهوآله في تبليغ صدق بعثتهصلىاللهعليهوآله ، هذا ما تبيّنه آية المباهلة من مقامهم ومنزلتهمعليهمالسلام
« محمّد ـ السعودية ـ ١٦ سنة ـ طالب ثانوية »
س : كيف تدلّ آية المباهلة على إمامة عليعليهالسلام ؟
ج : يستدلّ علماؤنا بكلمة :( وَأَنفُسَنَا ) (١) على إمامة الإمام عليعليهالسلام ، تبعاً لأئمّتناعليهمالسلام
ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنينعليهالسلام نفسه ، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى ، بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وكلّهم أقرّوا بما قالعليهالسلام (٢)
وروى الشيخ المفيدقدسسره : أنّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضاعليهالسلام : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنينعليهالسلام يدلّ عليها القرآن ؟
فذكر له الإمام الرضاعليهالسلام آية المباهلة ، واستدلّ بكلمة :( وَأَنفُسَنَا ) (٣)
______________________
(١) آل عمران : ٦١
(٢) أُنظر : تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٣٢
(٣) الفصول المختارة : ٣٨