3%

« محمّد ـ »

سبب تخلّي النصارى عن المباهلة :

س : كيف عرفت النصارى أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في قضية المباهلة على حقّ ؟ وإن كانوا قد عرفوا ذلك ، فكيف لم يعترفوا بدينه ؟

ج : هناك احتمالان في المقام :

١ ـ أن يكون قد أذعنوا في أنفسهم لحقّانية الدين الإسلامي ، ولكن الأطماع والأهواء الدنيوية منعتهم من الاعتراف بهذا الواقع فجحدوه ، قال تعالى :( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ) (١)

٢ ـ أنّهم عندما رأوا أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أتى بأعزّ أهله معه للمباهلة ، عرفوا بأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله على يقين من أمره ، فبات الأمر واضحاً عندهم ، فإن كان هناك احتمال ضئيل لعدم صحّة مبدئه ومعتقده ، كان الواجب عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله عقلاً أن يتوقّى الضرر ويدفعه عن نفسه وذويه ، وفي الجانب الآخر لم تقدّم النصارى أيّ شيء في هذا المقام

فبحسب قانون الاحتمالات يحكم العقل بأرجحية الطرف الأوّل في المناقشة ، وهذا قد يكون وجه تخلّفهم من المباهلة

______________________

(١) النمل : ١٤