وحول تسميته بأبي تراب قال العلامة المجلسيّ قدّس سرّه : ( البخاريّ ومسلم والطبري وابن البيع وأبو نعيم وابن مردويه : إنّه قال بعض الأمراء لسهل بن سعد : سبّ عليّاً ، فأبى ، فقال : أمّا إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب ، فقال : والله إنّه إنّما سمّاه رسول الله بذلك ، وهو أحبّ الأسماء إليه )(١) .
( جاسم كمال ـ الكويت ـ )
س : لماذا كنّي الإمام علي عليهالسلام بـ « أبو تراب »؟
ج : إنّ للإمام أمير المؤمنينعليهالسلام عدّة ألقاب وكنى ، قد كنّاه بها رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، ومن تلك الكنى أبو تراب.
فقد أخرج الشيخ الصدوق بإسناده عن عباية بن ربعي قال : ( قلت لعبد الله ابن عباس : لم كنّى رسول اللهصلىاللهعليهوآله عليّاً أبا تراب؟
قال : لأنَّه صاحب الأرض ، وحجّة الله على أهلها بعده ، وبه بقاؤها ، وإليه سكونها ، وقد سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآله يقول : «إذا كان يوم القيامة ، ورأى الكافر ما أعدّ الله تبارك وتعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة ، يقول : يا ليتني كنت ترابيّاً ـ أي يا ليتني كنت من شيعة علي ـوذلك قول الله عزّ وجلّ : ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً » )(٢) .
وقال العلاّمة المجلسيّ ( قدس سره ) : « يمكن أن يكون ذكر الآية لبيان وجه آخر لتسميتهعليهالسلام بأبي تراب ؛ لأنَّ شيعته لكثرة تذلّلهم له ، وانقيادهم لأوامره سمّوا تراباً ، كما في الآية الكريمة ، ولكونهعليهالسلام صاحبهم وقائدهم ، ومالك أُمورهم سمّي أبا تراب ، أو لأنّه وصف به على جهة المدح لا على ما يزعمه
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٣٥ / ٦٠.
٢ ـ علل الشرائع ١ / ١٥٦.