3%

« هاني ـ البحرين ـ ٢٢ سنة ـ طالب جامعة »

السبب في عدم ذكره بالنصّ في القرآن :

س : لماذا لم يذكر القرآن صراحة اسم الإمام عليعليه‌السلام ؟ ولم يذكر أنّ الخلافة تؤول له مباشرة بعد الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : أنّ القرآن الكريم ذكر بعض الأحكام بشكل مجمل وترك بيان تفاصيلها إلى النبيّ الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيتهعليهم‌السلام ، وخذ مثالاً في ذلك : إنّ القرآن قد أمرنا بوجوب الصلاة ، إلاّ أنّه لم يذكر تفاصيلها ، وعدد ركعاتها ، بل ترك تفصيل ذلك إلى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وهكذا أوجب الصوم ، إلاّ أنّه لم يبيّن أحكامه ، وهكذا باقي الأحكام كالحجّ والخمس والزكاة وغير ذلك ، فإنّ تفاصيلها متروكة إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وذلك لمصلحة لا يعلمها إلاّ الله تعالى.

ومن ذلك الإمامة ، فإنّ القرآن أشار إلى صفة الإمام ، وأعرض عن اسمه ، تاركاً ذلك إلى تصريح النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله والنصّ عليه من قبله ، تماماً كما أشار إلى الصلاة وترك باقي تفاصيلها إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ففي معرض إشارته إلى الإمام قال تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) ، فأشار القرآن إلى صفة الإمام دون ذكر اسمه ، وعلمنا من الخارج ـ أي من الروايات الصحاح ـ أنّ المؤمنين الذين صفتهم هكذا ينحصرون في الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام .

كما نقل ذلك السيوطي في الدرّ المنثور في تفسيره للآية عن الخطيب البغدادي في المتّفق عن ابن عباس قال : تصدّق علي بخاتمه وهو راكع ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله للسائل : « من أعطاك هذا الخاتم »؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل الله( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) .

__________________

١ ـ المائدة : ٥٥.