3%

٤ ـ أن يفرّق في أولاد من قُتل مع أبيه يوم الجمل ، وأولاد من قُتل مع أبيه بصفّين ألف ألف درهم ، وأن يجعل ذلك من خراج دار أبجرد(١) .

٥ ـ أن لا يشتم علياًعليه‌السلام (٢) .

ولو تأمّلنا في هذه البنود لوجدناها بنفسها تنفي الخلافة عن معاوية ، وهذا من تدبير الإمامعليه‌السلام ، فمن المسلّم به أنّ الإمامعليه‌السلام من المؤمنين ، بل على رأسهم ، فإذا كان معاوية ليس أميراً للمؤمنين عملاً بالبند الأوّل فهذا يعني أنّه ليس أميراً على الإمام الحسن ، بل على سائر المؤمنين ، وكذلك البند الثاني ، فكيف يكون الإنسان خليفة ولا تجاز عنده الشهادات؟!

مضافاً إلى هذا وذاك ، فإنّ التاريخ يصرّح بأنّ معاوية لم يف للحسن بن عليعليهما‌السلام بشيء عاهده عليه(٣) .

وأخيراً ، فقد بات من الواضح عند الجميع ، أنّ الصلح لا يمثّل إعطاء شرعية لخلافة معاوية ، ولا تنازلاً عنها ، ولا أيّ شيء من هذا القبيل ، وعذراً للتطويل ، فإنّ الأمر يستحقّ ذلك.

( ـ ـ )

لماذا صالح معاوية ولم يثأر كأخيه الحسين :

س : لقد قام الإمام الحسن عليه‌السلام بمصالحة معاوية بن أبي سفيان ، بينما ثار الإمام الحسين عليه‌السلام ضدّ يزيد بن معاوية؟

فلماذا صالح الحسنعليه‌السلام ؟ بينما ثار الحسينعليه‌السلام ؟ وهل يعتبر هذان العملان متناقضان؟ ونحن نعلم أنّ الأئمّة معصومون ، وشكراً لكم.

__________________

١ ـ علل الشرائع ١ / ٢١٢.

٢ ـ الغدير ١٠ / ٢٦٢ ، تاريخ مدينة دمشق ١٣ / ٢٦٦ ، الإمامة والسياسة ١ / ١٨٥ ، الكامل في التاريخ ٤ / ٤٠٥.

٣ ـ الغدير ١٠ / ٢٦٢ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٠٥.