وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس في قوله تعالى :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) قال : نزلت في علي بن أبي طالب.
وأخرج الطبراني في الأوسط ، وابن مردويه عن عمّار بن ياسر ، قال : وقف بعلي سائل ، وهو راكع في صلاة تطوّع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول اللهصلىاللهعليهوآله فأعلمه ذلك ، فنزلت على النبيّصلىاللهعليهوآله هذه الآية :( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) ، فقرأها رسول اللهصلىاللهعليهوآله على أصحابه ، ثمّ قال : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه »(١) .
وهكذا تعهّد النبيّصلىاللهعليهوآله النصّ على اسم الإمام عليعليهالسلام دون أن يتعرّض القرآن الكريم إلى ذلك ، لمصلحة لا يعلمها إلاّ الله تعالى ، ومن يدري فلعلّ مصلحة عدم التعرّض إلى اسم الإمام كانت خوفاً على القرآن من أن يتعرّض`إلى التحريف ، أو الإنكار من قبل قومٍ أنكروا مئات الأحاديث في النصّ على إمامتهعليهالسلام ، وكانوا شهوداً في ذلك ، ولعلّهم ينكرون أنّ هذا القرآن قد نزل من قبل الله تعالى؛ لمصالحهم السياسية التي دفعتهم إلى إنكار ما شاهدوه ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم.
« ـ ـ »
س : الإمام علي عليهالسلام ذكر في القرآن كثيراً ، ولكن لماذا لم يذكر بالاسم؟
ج : يتّضح الجواب من خلال أُمور :
أوّلاً : نزل القرآن الكريم على خطاب « إيّاك أعني واسمعي يا جارة » ، أي على الاستعمال المجازي والكنائي ، فإنّ الكناية أبلغ من التصريح ، فذكر
__________________
١ ـ الدرّ المنثور ٢ / ٢٩٣.