3%

والكرامة ، فقد أراد الأمويّون إرغامه على الذلّ والخنوع ، فأبى إلاّ أن يعيش عزيزاً ، وقد أعلن ذلك يوم الطفّ بقوله : «ألا وإنّ البغيّ ابن البغيّ قد ركز بين اثنتين ، بين السلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله ، والمؤمنون ، وحجور طابت ، وبطون طهرت ، وأنوف حمية ، ونفوس أبية »(١) .

١٨ ـ غدر الأمويّين وفتكهم : وأيقنعليه‌السلام أنّ الأمويّين لا يتركونه ، ولا تكفّ أيديهم عن الغدر والفتك به حتّى لو سالمهم وبايعهم ، وقد أعلن ذلك لأخيه محمّد ابن الحنفية : «والله يا أخي ، لو كنت في جحر هامّة من هوام الأرض لاستخرجوني منه حتّى يقتلوني »(٢) .

فاختارعليه‌السلام أن يعلن الحرب ، ويموت ميتة كريمة تهزّ عروشهم ، وتقضي على جبروتهم وطغيانهم.

هذه بعض الأسباب التي حفّزت الإمام الحسينعليه‌السلام إلى الثورة على حكم يزيد.

وأمّا قول زينبعليها‌السلام فهو دليل على رضاها لمشيئة الله تعالى ، وإيمانها بالقضاء والقدر ، وتوكّلها على الله تعالى ، وأنّ الذي حصل ما كان إلاّ خيراً ، وما كان إلاّ جميلاً ، وذلك لأنّه لم يكن إلاّ حفظاً لأصل الإسلام ، وذهبت مخطّطات بني أُمية ـ التي رامت محو الإسلام ـ إدراج الرياح.

( حمد الهاشم ـ السعودية ـ )

استحباب زيارته يوم الأربعين :

س : اذكر الأدلّة على زيارة الحسين عليه‌السلام يوم الأربعين؟

ج : إنّ استحباب زيارة الإمام الحسينعليه‌السلام يوم الأربعين ثابت ، حتّى روي عن

__________________

١ ـ تاريخ مدينة دمشق ١٤ / ٢١٩.

٢ ـ بحار الأنوار ٤٥ / ٩٩ ، لواعج الأشجان : ٢٥٦.