3%

( سنّي ـ ـ )

سبب البكاء عليه :

س : إلى مركز الأبحاث العقائدية : أرجو أن يكون الاستدلال عن طريق كتب أهل السنّة.

هذه كتب الشيعة تبيّن بجلاء : أنّ الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته ، هم أنفسهم الذين قتلوه ، ثمّ ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولو كان هذا البكاء يعكس شدّة المحبّة لأهل البيت ، فلماذا لا يكون البكاء من باب أولى على حمزة عمّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فإنّ الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حقّ الحسين ، حيث بقرت بطن حمزة وأخرجت كبده ، فلماذا لا يقيمون لموته مأتماً سنوياً؟ يلطمون فيه وجوههم ويمزّقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر؟ أليس هذا من أهل بيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

ج : إنّ لكلّ شيء غلوّاً وتجاوزاً للحدّ إلاّ شيء واحد لا يقع فيه الغلوّ ألا وهو حبّ الله تعالى ، فكلّما ازداد العبد حبّاً فيه كان ذلك قليلاً ، ولأنّ الله غير محدود ، فلا تقع في محبّته غلوّ مهما بلغت ، لأنّ صفة غير المحدود غير محدودة هذا أوّلاً.

وأهل البيت هم خاصّة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهله ، وهم قرناؤه وفي درجته ، وحبّنا لهم وللنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله هو حبّ لله تعالى ، لأنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته فنوا في الله تعالى ، حتّى صارت إرادتهم خاضعة تماماً لإرادة الله ، فلأجل ذلك قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في الحديث الصحيح لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام : «لا يحبّك إلاّ مؤمن ، ولا يبغضك إلاّ منافق ، من أحبّك فقد أحبّني ، ومن أبغضك فقد ابغضني ، وحبيبي حبيب الله ، وبغيضي بغيض الله ، ويل لمن أبغضك بعدي »(١) .

__________________

١ ـ مسند أحمد ١ / ٩٥ و ١٢٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٣ ، فتح الباري ١ / ٦٠ و ٧ / ٥٨ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٥١ ، تاريخ بغداد ٨ / ٤١٦ و ١٤ / ٤٢٦ ، أُسد الغابة ٤ / ٢٦ ، تذكرة الحفّاظ ١ / ١٠.