3%

نفلق هاماً من رجال أحبّة

إلينا وهم كانوا أعقّ وأظلما »(١)

( صلاح عبد المهديّ الجبوري ـ العراق ـ طالب علم )

لم يأخذ برأي أولاد مسلم في مسيره لكربلاء :

س : من خلال مطالعتي لكتاب مروج الذهب للمسعودي ، لفت نظري معنى في حادثة الطف ، وهي مسير الإمام الحسين من المدينة قاصداً كربلاء ، يقول المسعوديّ : إنّ الإمام الحسينعليه‌السلام في طريقه إلى كربلاء أراد أن يصرف نظره عن مواصلة المسير إليها ، ولكن أولاد مسلم بن عقيل قالوا له : يا عم ، إنّ أبانا قد قُتل ، وما فائدة رجوعنا إلى المدينة؟ فلنواصل مسيرنا إلى كربلاء.

ويقول المسعوديّ ما معناه : فعدل الإمام عن رأيه ، وواصل المسير إلى كربلاء.

فهل أنّ الإمام أخذ برأي الطفلين الصغيرين؟ وواصل مسيره إلى كربلاء؟ فأرجو الإجابة عن هذا السؤال ، ولكم جزيل الشكر ، ودمتم سالمين.

ج : إنّ الإمام الحسينعليه‌السلام خرج من مكّة وهو يعلم أنّه سيقتل ، وأنّه خارج بأمر الله تعالى ، وقد صرّح في أكثر من مرّة أنّه مقتول ، ولكن الإمام أجاب عن سبب خروجه بعدّة إجابات ، تختلف في ظاهرها باختلاف الأشخاص.

فما يذكر في كتب التاريخ من أنّ الإمام الحسينعليه‌السلام أراد الرجوع ناتج عن عدم الفهم الصحيح لأقوال الإمامعليه‌السلام ، ولعلّ ما ورد عن أبي مخنف : من أنّ بني عقيل اعترضوا الإمامعليه‌السلام ، وقالوا : لا والله لا نبرح حتّى ندرك ثأرنا أو تذوق ما ذاق أخونا ، فأجاب الإمامعليه‌السلام للناقلين خبر مقتل مسلم ، اللذين كانا يعارضان الإمامعليه‌السلام بمواصلة المسير بأنّه : «لا خير في العيش بعد هؤلاء »(٢) يعني بني عقيل.

__________________

١ ـ مجمع الزوائد ٩ / ١٩٥.

٢ ـ مقتل الحسين لأبي مخنف : ٧٨.