( أبو ميثم ـ الكويت ـ ٢٤ سنة ـ طالب جامعة )
س : قال الإمام علي أمير المؤمنين : « أنا الذي لا يقع عليه اسم ولا صفة ».
وقالعليهالسلام مخاطباً كميل عندما سأله : يا أمير المؤمنين ما الحقيقة؟
فقالعليهالسلام : « ما لك والحقيقة »؟ فقال : أولست صاحب سرّك يا أمير المؤمنين؟ فقال : « بلى ، ولكن أخاف أن يطفح عليك ما يرشح منّي » ، فقال : أومثلك يخيب سائلاً؟
فقالعليهالسلام : « الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة » (١) .
أرجو توضيح معنى الحديثين ، ثبّتنا الله جميعاً على التسليم في مقاماتهم عليهمالسلام .
ج : إنّ البحث حول الأحاديث التي ذكرتموها يكون من وجوه :
أوّلاً : إنّ إسناد بعض هذه الروايات ليس بذلك الحدّ من الصحّة والتوثيق حتّى يرسل إرسال المسلّمات ، فللبحث عن أسانيدها مجال للمتتّبع.
ولكن هذا لا يعني إلغاء المتن بالمرّة ، بل بمعنى عدم حجيّتها ، أي لا نتيّقن بأنّها بأكملها صدرت عن الإمامعليهالسلام ، فيحتمل أن يكون قد تغيّر بعض ألفاظها أو عباراتها.
ثانياً : بناءً على ما ذكرنا ، فإنّنا نأخذ بالقدر المتيقّن من المعاني والمفاهيم التي اشتملت عليها هذه الروايات ، والتي تؤيّدها سائر النصوص الدينية من الكتاب والسنّة ، ثمّ نطرح ما لا يستقيم ويتوافق مع هذه المسلّمات القطعية الصدور.
ثالثاً : إنّ أمثال هذه الروايات ـ مثل خطبة البيان والطتنجية ـ وإن كان ظهورهما ربما يشمّ منه رائحة الغلوّ ، ولكن يمكن تفسيرها على ضوء القواعد
__________________
١ ـ نور البراهين ١ / ٢٢١ ، شرح الأسماء الحسنى ١ / ١٣١.