وعليه فيستبعد صدور مثل هذا الحديث المزعوم منهعليهالسلام ، لأنّ الفخر ـ أوّلاً وبالذات ـ هو للدين والولاء ، لا للحسب والانتماء العائلي ، خصوصاً لو كان هذا الأخير مناقضاً للأوّل.
ثمّ على صعيد البحث السندي لم نعثر على سند شيعي ـ حتّى لو كان ضعيفاً ـ لهذا القول ، بل هو خبر نقلته مصادر أبناء العامّة ، وحتّى إنّ بعض الكتب الشيعيّة التي ذكرت هذا الخبر أخرجته بإسنادهم(١) ، أو مرسلاً وبدون سند(٢) ، وعلى هذا لا يمكن الاحتجاج أو الاعتماد على هذا الكلام المنسوب.
ويحتمل قويّاً : أن يكون الداعي لوضع هذا الكلام هو ما سمعوه من الإمام الصادقعليهالسلام بصورة متواترة ، قوله : «قد ولدني رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنا أعلم كتاب الله »(٣) ، فحوّروه وبدّلوه بذلك الكلام.
نعم ، لا ينكر أنّ نسب الإمامعليهالسلام يتصلّ عن طريق محمّد ، وعبد الرحمن ابني أبي بكر بأبيهما ، ولكن لا يعقل أن يفتخر الإمامعليهالسلام بأبي بكر في عمود النسب ، ويدع محمّداً ابنه الذي كان مثالاً في الولاء والتبرّي من أبيه وغيره ممّن ظلموا أهل البيتعليهمالسلام وغصبوا حقّهم.
( ـ ـ )
س : نسمع أحياناً بتوحيد المفضّل ، وحديث الإهليلجة عن الإمام الصادق عليهالسلام ، فما هو مضمونها ، وما يقصد الإمام عليهالسلام فيهما؟
ج : إنّ المفضّل بن عمر الجعفي هو أحد أصحاب الإمامعليهالسلام الذين جمعوا بين العلم والعمل ، وقد ألقى الإمامعليهالسلام عليه دروساً في التوحيد ، وهذه هي التي
__________________
١ ـ كشف الغمّة ٢ / ٣٧٤.
٢ ـ عمدة الطالب : ١٩٥.
٣ ـ الكافي ١ / ٦١ و ٢ / ٢٢٣ ، ينابيع المودّة ١ / ٨٠ و ٣ / ٣٦٢.