وقد يؤيّد هذا البعض رأي بعض علماء الشيعة كالأربليّ صاحب كشف الغمّة ، والسيّد ابن طاووس ، والشيخ المفيد ، فما مدى صحّة هذا القول؟ وهل يوجد من أهل السنّة من يسند القتل المذكور إلى المأمون؟
ج : ممّا تسالم عليه الشيعة هو : أنّ الإمام الرضاعليهالسلام قد استشهد مسموماً على يد المأمون ، وإن نسب إلى الشيخ المفيد والسيّد ابن طاووس ما يوهم توقّفهما في ذلك ، أو أنّ الأربليّ قد مال إلى خلاف ذلك في كتابه « كشف الغمّة ».
وممّا يوهن الرأي المخالف هو : أنّ النسبة المذكورة غير ثابتة ، وأنّ الأربليّ قد أبدى استنتاجه الحدسي في الموضوع ، وهذا لا يقابل الإخبارات الحسّية عن الواقع المذكور.
( ـ ـ )
س : ما هو الدليل على أنّ المأمون لم يكن صادقاً مع الإمام الرضا عليهالسلام في ترشيحه لولاية العهد؟
ج : لا مجال لأن نتوهّم صدق المأمون مع الإمام الرضاعليهالسلام في الموضوع ، وذلك لعدّة أُمور :
منها : إنّ المأمون حاول إقناع الإمامعليهالسلام لقبول الخلافة ، وأصرّ على ذلك بشدّة ، ثمّ لمّا رأى رفض الإمامعليهالسلام عدل عن ذلك ، وطلب منهعليهالسلام قبول ولاية العهد.
فنرى أنّه يحاول بشتّى الوسائل ربط الإمامعليهالسلام بدائرة الحكم ليس إلاّ ، فإن لم يستطع ذلك بالخلافة استبدله بولاية العهد ، وهذا صريح في سوء سريرته.
منها : تهديده الإمامعليهالسلام في المسألة(١) ، فإن كان الإمامعليهالسلام هو الأولى في
__________________
١ ـ علل الشرائع ١ / ٢٣٨ ، عيون أخبار الرضا ١ / ١٥٢ ، الأمالي للشيخ الصدوق : ١٢٦ ، روضة الواعظين : ٢٢٤ ، مقاتل الطالبيين : ٣٠١ ، مناقب آل أبي طالب ٣ / ٤٧٢.