( أبو العماد الحسائي ـ السعودية ـ )
س : كيف يتمّ إثبات إمامة الإمام الحجّة عليهالسلام ، وهو غائب عنّا ، ولم نره في هذا العصر؟
ج : يمكن أن نستدلّ على إمامة الإمام المهديّ المنتظرعليهالسلام بروايات متواترة من الفريقين ، وسواء كان غائباً أم حاضراً ، فلا يؤثّر ذلك في صحّة الاستدلال على إمامته ، فلا علاقة بين صدر سؤالك وذيله ، أمّا إذا أردت معرفة فلسفة الغيبة وأسبابها ، فلذلك جواب آخر.
وممّن صرّح بتواتر أحاديث المهديّعليهالسلام جمع غفير من كبار علماء السنّة ، نقتصر على ذكر بعضهم :
البربهاريّ ، شيخ الحنابلة وكبيرهم في عصره ، المتوفّى ٣٢٩ هـ ، محمّد بن الحسين الأبري الشافعي ، المتوفّى ٣٦٣ هـ ، القرطبيّ المالكيّ ـ المتوفّى ٦٧١ هـ ـ في تفسيره ، ابن القيّم ، المتوفّى ٧٥١ هـ ، ابن حجر العسقلانيّ ، المتوفّى ٨٥٢ هـ ، ابن حجر الهيتميّ ، المتوفّى ٩٧٤ هـ ، المتّقي الهنديّ ، المتوفّى ٩٧٥ هـ ، وآخرون غيرهم(١) .
وقد صرّح آخرون من أهل السنّة بوجوده وبقائه وحياته ـ أو قريب من ذلك ـ مثل الشيخ عبد الوهّاب الشعراني في كتابه اليواقيت والجواهر قال : « المهديّ من ولد الإمام الحسن العسكريّ ، ومولده ليلة النصف من شعبان سنة ٢٥٥ ، وهو باقٍ إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم … »(٢) .
وهناك أدلّة من القرآن الكريم ، وروايات متواترة أيضاً من طرقنا ، كلّها تثبت إمامة المهديّعليهالسلام .
__________________
١ ـ الجامع لأحكام القرآن ٨ / ١٢٢.
٢ ـ إسعاف الراغبين : ١٣٣ نقلاً عن اليواقيت والجواهر.