3%

( محمّد ـ السعودية ـ ١٦ سنة ـ طالب ثانوية )

الاعتماد عليه لا يوجب طول الأمل والرقود عن الحقّ :

س : إنّ الناس متخاذلون عن الحقّ ، ويقولون : « اللهم عجّل فرجه » ألا تلاحظون أنّ الناس معتمدين على الإمام الحجّة أكثر مما هم معتمدين على أنفسهم؟ ويقولون : سيظهر الحجّة ، ويسود السلام في أرجاء المعمورة.

وسؤالي : لماذا قال الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته : أنّ الحجّة سيظهر ، وهم يعلمون أنّ هذا من أسباب الظلم ، وعدم المبالاة بين المسلمين؟

ألا تعتقدون أنّ هذا من طول الأمل ، والرقود عن الحقّ؟ والله من وراء القصد ، وأشكركم على هذا الموقع الخادم لأهل البيت.

ج : في الجواب نشير إلى عدّة مسائل :

١ ـ الدعاء للفرج ممدوح عقلاً ونقلاً :

أمّا عقلاً ، فبما أنّه يبعث بروح الأمل في المؤمن ، ويطرد عنه اليأس والقنوط ، فالدعاء في الحقيقة هو : توطين النفس لهذا المستقبل الزاهر في ظلّ حكومتهعليه‌السلام ، وعدم الركون للظلم السائد في الأنظمة الحكومية غير الإسلامية.

وأمّا نقلاً ، فوردت عدّة روايات في هذا المجال ، لعلّ أصرحها هو التوقيع الشريف الذي صدر عن الحجّةعليه‌السلام ، الذي جاء في نهايته : «وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإن ذلك فرجكم »(١) .

٢ ـ إنّ الاعتماد على الحجّةعليه‌السلام لإنقاذ البشرية أمر صحيح ، ولكن لا ملازمة بين هذا الاعتقاد وبين التخلّي عن الوظيفة ، فالعمل على طبق الوظيفة تكليف عامّ لا يختصّ بزمان دون زمان.

وباختصار ، نحن نعتقد أنّ الإمامعليه‌السلام سيطهّر الأرض من الظلم والبغي ،

__________________

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الغيبة للشيخ الطوسيّ : ٢٩٣ ، كشف الغمّة ٣ / ٣٤٠.