3%

ذلك فعلاً أو لم يصدر ، كما في زمن الغيبة.

مضافاً إلى أنّ الكثير من الأوامر والنواهي قد صدرت في زمن الغيبة الصغرى ، فيصحّ إطلاق كلمة الحجّة عليه بهذا المعنى أيضاً.

علماً أنّ وجود الإمام لا يقتصر على الحجّية كما سبق ، بل له مهام ووظائف أُخرى كثيرة جدّاً ، حيث يكون الانتفاع به كالشمس إذا غيّبتها السحاب ، كما ورد في روايات أهل البيتعليهم‌السلام .

ثمّ إنّ الدليل الروائي يعتبر من الأدلّة الأربعة في الحجّية والاستنباط ، بل هو يأتي بالمرحلة الثانية بعد القرآن الكريم ، هذا إذا كان حديث آحاد ، أمّا إذا كان الحديث متواتراً فيكون قطعي الصدور ، وفي نفس رتبة القرآن الكريم ، لأنّ كلامهما يمثّلان الوحي الإلهيّ.

( ـ ـ )

ليس هو عيسى نفسه :

س : لقد قرأت في القرآن الكريم قوله تعالى :( وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ ) (١) .

وقوله :( إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتوفّيكَ وَرَافِعُكَ ) (٢) .

وتفسير الآية : إنّ سيّدنا المسيح سيخرج آخر الزمان ، لأنّه رفعه الله تعالى وهو في سنّ الشباب ، لذلك ذكر القرآن الكهولة ـ وهي في حوالي سنّ الأربعين ـ أفلا يعني أنّ المنتظر المهديّ هو المسيح عيسى بن مريم ، حيّ يرزق حتّى يشاء الله العليّ القدير؟ إذ كيف يحكم الإمام موجود ، وخصوصاً نعلم أنّ السيّد المسيح سوف يخرج آخر الزمان ، فالنبيّ ينزل عليه الوحي ، أمّا الإمام فلا؟

ج : قد ثبت في مصادر المسلمين ـ وهو من المتّفق عليه ـ أنّ المهديّ من ولد

__________________

١ ـ آل عمران : ٤٦.

٢ ـ آل عمران : ٥٥.