وهذا ما صنعه رسول اللهصلىاللهعليهوآله حينما حج حجّة الوداع ، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مائة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم ، ويخطبهم تلك الخطبة الطويلة ، بعد أن أمر بإرجاع من سبق ، وانتظار من تأخّر عن العير ، وبعد أمرهم لتبليغ الشاهد الغائب.
كلّ هذا فعله الرسولصلىاللهعليهوآله ليقول للناس : إنّ علياً محبّ لكم صديق لكم؟! فهل يليق بحكيم ذلك؟! وهل كان خافياً على أحد من المسلمين حبّ علي للإسلام والمسلمين؟ وهو الذي عرفه الإسلام بإخلاصه وشجاعته ، وعلمه وإيمانه.
أم أنّ ذلك يشكّل قرينة قطعية على أنّهصلىاللهعليهوآله جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى :( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١) .
وهنالك أدلّة كثيرة أعرضنا عنها بغية الاختصار.
نسأله تعالى أن يعرّفنا الحقّ حقاً ، ويوفّقنا لاتباعه.
( محمّد ـ الكويت ـ )
س : سؤالي هو عن رزية يوم الخميس ، القصّة تشير أنّ الكتاب الذي كان سيكتبه الرسول صلىاللهعليهوآله كان يتوقّف عليه ضلال أُمّة وهداها ، فكيف تركه الرسول صلىاللهعليهوآله خوفاً من الفتنة؟ علماً بأنّه من التبليغ الذي بلّغه الله له : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى )؟ فكيف يكون للرسول صلىاللهعليهوآله أن يعطّل تبليغ أمر الله تعالى؟
وإن كان يتوقّف على ضلال أُمّة وهداها ، فهو من واجبات الدين ، فكيف أنّ الرسولصلىاللهعليهوآله لم يبلّغه قبل نزول الآية :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (٢) ،
__________________
١ ـ المائدة : ٦٧.
٢ ـ المائدة : ٣.