«واعلموا إنّي إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم » ، أي جعلتكم راكبين على محض الحقّ ، وأسير فيكم بسيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، «ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب » ، أي لم يأخذني في الله لومة لائم «وإن تركتموني فأنا كأحدكم ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم » لعلهعليهالسلام أراد أنّه إذا تولّى الغير أمر السلطة ، ولم تتوفّر الشرائط في خلافتهعليهالسلام لم يكن ليعدل عن مقتضي التقية ، فيكون أكثر الناس إطاعة لوالي الأمر ، بخلاف سائر الناس ، فإنّه يجوز عليهم الخطأ.
وإنّما قالعليهالسلام : « ولعلّي » لأنّه على تقدير أن يولّوا أحداً يخالف أمر الله فلا يكونعليهالسلام أطوعهم له بل أعصاهم.
( الشيخ باسم الموصلي. العراق. طالب علم )
س : ما هو الدليل على إمامة الأئمّة من ذرّية الحسين عليهالسلام ؟ أرجو أن يكون الدليل من كتب إخواننا أهل السنّة ، ودمتم سالمين.
ج : إنّ الأدلّة على إمامة الأئمّة الاثني عشر كثيرة ، نقتصر على ذكر بعضها ، ومن مصادر أهل السنّة المعتبرة عندهم :
١ ـ حديث الثقلين ، ومؤداه التمسّك بالعترة وهم أهل البيت تمسّكاً مطلقاً.
٢ ـ حديث الغدير ، وهو ينصّ على وصيّ النبيّصلىاللهعليهوآله ، فيتعيّن تشريع الوصاية.
٣ ـ حديث الأئمّة الاثني عشر ، وقد رواه البخاريّ ومسلم وغيرهم.
فرواية البخاريّ بعد الاختصار والاقتطاع : عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبيّصلىاللهعليهوآله يقول : «يكون اثنا عشر أميراً » ، فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنّه قال : «كلّهم من قريش »(١) .
__________________
١ ـ صحيح البخاريّ ٨ / ١٢٧.