3%

( عقيل ـ السعودية ـ )

تفضيل السادة على غيرهم :

س : لماذا تفضّل الشيعة السادة على غيرهم؟ والله تعالى يقول : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) (١) ؟

ج : إنّ الناس في الشريعة الإسلامية لا يتفاضلون إلاّ بالتقوى ،( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) ، فمن أخلّ بالتقوى وتعدّى حدود الله لم يفلت من طائلة القانون ، مهما كانت مكانته ، أو منزلته ، أو حسبه ، أو نسبه ، أليس أبو لهب عمّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومع ذلك جاء( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ) (٢) .

فليس في الإسلام عنصرية يختلّ بها ميزان العدالة ، ولا محسوبية يتذبذب بها القانون ، فالنسب الحقيقيّ عند الله تعالى إنّما هو التقوى ، ويؤيّده الوحي المحفوظ :( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) (٣) ، فأرجع الباري تعالى البنوّة الحقيقيّة إلى العمل الصالح.

ولكن مع ذلك ، فهناك وجهة نظر أُخرى ، لا تغيّر من هذا المبدأ العام أي شيء ، ولكنّها تدخل الفضل في حسابها ، والفضل لا يمنع الحقّ لمن طلب العدل.

بل إنّ الله تعالى ضرب لنا أمثلة لنسلك سبيل الفضل فيما لا يعطّل حداً من حدود الله ، ولا يؤدّي إلى الإضرار بأحد من خلقه.

قال تعالى :( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا ) (٤) ، أراد الله ذلك لا لشيء إلاّ لأنّ أباهما كان صالحاً.

__________________

١ ـ الحجرات : ١٣.

٢ ـ المسد : ١.

٣ ـ هود : ٤٦.

٤ ـ الكهف : ٨٢.