فالإمام نور كما أنّ النبيّ سراج منير ، وكذلك القرآن أنزله الله نوراً ، والعلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء ، والنور بمعنى الظاهر بنفسه والمظهر لغيره ، يفيد الكاشفية ورفع الجهل ، وكلّ من كان من مصاديق النور فإنّه يُعطينا هذا المفهوم ، فالإمامعليهالسلام بهذا المعنى يكون نوراً يكشف الحقائق ويزيح الظلام والجهل ، كما تفعل الشمس والقمر ذلك في المادّيات والأجسام.
فربوبية الأرض وتربيتها وحكومتها باعتبار أهلها ، إنّما هي بيد الإمامعليهالسلام ، فهو ربّ الأرض ، كما أنّ الله ربّ الأرض ، إلاّ أنّ ربوبية الله أصلية وذاتية ، وربوبية الإمام فرعية وبالتبع وبالإمكان.
والإمكان في حقيقته مع الوجود الذاتيّ ـ أي واجب الوجود لذاته وهو الله سبحانه ـ يكون عدماً ولا شيء ، فربوبية الإمام في طول ربوبية الله ، بإذن من الله وبجعل منه ، فالإمام ربّ الأرض.
وإذا خرج فإنّ نوره وعلمه الذي هو من نور الله وعلمه يكفي الناس في كشف الحقائق ، ورفع ستار الظلام والجهل ، وكأنّ الناس لا تحتاج إلى الشمس والقمر في ليلها ونهارها ، وهذا من المجاز والكناية لبيان شدّة وضوح علم الإمام ونوره وربوبيّته على الأرض.
( أحمد جعفر ـ البحرين ـ ١٩ سنة ـ طالب جامعة )
س : أيّها الأساتذة الكرام : ما معنى قول الإمام الباقر عليهالسلام : « نحن وجه الله نتقلّب في الأرض بين أظهركم ، ونحن عين الله في خلقه ، ويده المبسوطة بالرحمة على عباده » (١) .
ج : لابأس أن نذكر مقدّمات :
__________________
١ ـ الكافي ١ / ١٤٣.