المودّة(١) : إن النبيّصلىاللهعليهوآله قال لأمير المؤمنين : « لا يحبّك إلا طاهر الولادة ولا يبغضك إلا خبيث الولادة ».
وروى الشيخ الصدوق في علل الشرائع إن النبيصلىاللهعليهوآله قال لعليعليهالسلام : « لا يحبّك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق أو ولد زنية أو حملته أمّه وهي طامث »(٢) .
وروى ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق عن عبادة بن الصامت أنه قال : « كنّا نبوّر أولادنا بحبّ علي بن أبي طالب فإذا رأينا أحداً لا يحبّ علي بن أبي طالب علمنا أنّه ليس منّا وأنّه لغير رشده »(٣) .
« مصطفى ـ البحرين ـ ٤٠ سنة ـ خرّيج جامعة »
س : على الرغم من قوّة الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، لماذا لم يحارب الشيخين عندما سلبوا منه الولاية وهجموا على داره ، وكسروا ضلع الزهراء عليهاالسلام ؟
ج : إنّ الإمامعليهالسلام قدّر الظروف آنذاك أنّها لا تحتمل الحرب ، وأنّ الخوض في الحرب مع المخالفين يؤدّي إلى ضياع الإسلام وهلاك الفريقين ، أو فسح المجال لأعداء الدين ليقضوا على الإسلام ، لهذا غضّ الإمامعليهالسلام عنهم طرفه لحفظ أصل الإسلام.
والمسألة لم تكن مسألة نزاع حقّ شخصيّ ، أو دفاع عن حقّ شخصيّ ، بقدر ما كانت مسألة موازنة ما هو الأصلح للإسلام والرسالة ، والإمام رأى الأصلح للرسالة هو أن يغضّ عنهم ولا يدخل الحرب ، والقوم كانوا يحاولون استدراج الإمام إلى الحرب ، ولكن الإمام ما أراد أن يعطيهم مبرّراً للحرب
__________________
١ ـ ينابيع المودّة١ / ٣١٧.
٢ ـ علل الشرائع ١ : ١٤٥.
٣ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٢٨٧.