وأمّا القرآن بالمعنى الأول ـ الذي يطلق على كل نسخة ـ فلا يقاس منزلته بأهل البيتعليهمالسلام بل الإمام قرآن ناطق ، وذاك قرآن صامت ، وعند دوران الأمر بين أن يُحفظ الإمامعليهالسلام أو يُحتفّظ على بعض النسخ المطبوعة أو المخطوطة ، فلابدّ من إتباع الإمامعليهالسلام كما وقع ذلك في قضية صفين ، والله العالم.
( عدي العباسيّ ـ الكويت ـ ٢٢ سنة )
س : أخواني أنا بعثت لكم سؤال في مسألة آية التطهير ، ولم ألق جواباً ، والسؤال هذا : ذكر ميم الجمع بدل نون النسوة ، لأنّ النساء دخل معهن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهو رأس أهل بيته صلىاللهعليهوآله ، فما هي الإجابة على هذه الشبهة التي تريد أن تخرج أهل بيت الخمسة من الآية؟ وشكراً.
ج : للإجابة على ما ذكرته نقدّم نقاط :
١ ـ ذُكرت عدّة آراء في المراد من أهل البيت في هذه الآية ، نذكر المهمّ منها ، فبعضها شاذّة ، أو لم يقل به قائل محدّد :
أ ـ إنّها نزلت خاصّة بأهل البيتعليهمالسلام الخمسة أصحاب الكساء.
ب ـ إنّها نزلت في الخمسة أهل الكساء ، وأزواج النبيّصلىاللهعليهوآله .
ج ـ إنّها نزلت في نساء النبيّ خاصّة.
٢ ـ إنّ القول الثالث قال به عكرمة ومقاتل وعروة بن الزبير ، ونقل عن ابن عباس ، وهو قول شاذّ لم يأخذ به إلاّ المتعصّب ضدّ أهل البيتعليهمالسلام ، ومع أنّه مردود لأنّ عكرمة ومقاتل لا يأخذ بقولهما ، إذ كانا كذّابين مطعون بدينهما ، وعروة كان يناصب أمير المؤمنينعليهالسلام أشدّ العداء ، وعدّه بعضهم ممّن يضعون الأخبار في عليعليهالسلام ، وما عن ابن عباس فضعيف ، لأنّ فيه مجاهيل ، مع أنّ له معارضاً من قول ابن عباس نفسه.
وقد استدلّ الرادّون له وللقول الثاني ، بأدلّة كثيرة على بطلانهما :