فتفقد الحجّية ، ولا يمكن الاعتماد عليها ، والالتزام بمفادها.
هذا ، وقد جاءت أحاديث أُخرى مسلّمة الدلالة عند الفريقين تصرّح بحكم القتل في مورد المرتدّ ـ بشروط ذكرت في محلّها ـ فتنفي الإحراق ، وعليه فظاهر هذه الروايات متعارضة مع القسم الأوّل ـ إن فرضت صحّتها ـ.
ثمّ إنّ فتوى العلماء والأصحاب من القديم والحديث يرد الحرق ، ويؤيّد القتل بالنسبة للمرتدّ ، وهذا بدوره يكون موهناً من حيث الدلالة لروايات الحرق.
وبالجملة : فروايات الحرق مردودة سنداً ودلالة ، ومع التسليم والتنزّل فهي متعارضة مع روايات أُخرى مسلّمة السند والدلالة ، وأيضاً مع فتوى الفقهاء ، وأصحاب الرأي من الفريقين في حكم المرتدّ بأنّه القتل لا الحرق.
« ـ ـ »
س : يرجى الإجابة على هذا السؤال :
هل الإمام علي عليهالسلام سأل الله تعالى أن يتغفر ذنوبه؟ وهل كان عنده ذنوب؟
ج : جاءت في بعض الأدعية عبارات قد توهم استغفار المعصومينعليهمالسلام ، ولكن المقصود منها ليس كما يتوهّم ، لوجوه :
منها : إنّ أدلّة العصمة بأُسسها العقليّة والنقليّة قائمة في الموضوع ، فكلّما لا يوافق هذه الأدلّة يجب أن ينظر فيه ، فلا تنثلم بهذه الفقرات ـ أو أي مثال آخر ـ عصمة المعصومينعليهمالسلام ، بل إنّها يجب أن تفسّر على ضوء العصمة.
ومنها : إنّ أمثال هذه العبارات هي كلمات تعليمية للآخرين ، حتّى يتعرّفوا على الطريقة الصحيحة في اتصالهم ببارئهم تعالى من إذلال أنفسهم ، والاعتراف بذنوبهم ، وسؤال المغفرة منه.