3%

ومنها : إنّ المراد في أمثال هذه الموارد هو : رجاء نيل المراتب العليا من القربة لدى الله تعالى ، فكأنّما الإمامعليه‌السلام يرى تصرّفاته وتقلّباته في شؤون الحياة لا تليق للعرض على الله تعالى ، أو أنّ ترك الأولى بمنزلة الذنب في ساحة كبريائه عزّ وجلّ ، فهذا كلّه يوجب خضوع الإمامعليه‌السلام ، بحيث لا يرى لنفسه شأناً ، ولا لأعماله قدراً ، بل يحسب أنّ أعماله كلّها لا تساوي شيئاً ، وهذا منتهى الخضوع والخشوع.

« زائر ـ ـ »

قسيم الجنّة والنار :

س : وجدت هذا الحديث في كتيّب : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة ، ونصب الصراط على جسر جهنم ، ما جازها أحد حتّى كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب » (١) .

فما المقصود من براءة بولاية علي بن أبي طالبعليه‌السلام ؟

وما حقيقة ما نسمعه من أنّ الإمامعليه‌السلام يحاسب الناس يوم القيامة ويدخلهم الجنّة؟

ج : المراد من البراءة أي صكّ البراءة من النار ، كما أنّ هذه الكلمة وردت في بعض الألفاظ الأُخرى لهذا الحديث ، وأيضاً ورد في الحديث لفظ الجواز : «لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب له علي الجواز »(٢) ، أي جواز مرور على الصراط.

وكلّ هذه الألفاظ تشير إلى معنى واحد وهو : إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قسيم الجنّة والنار ، أي يميّز المؤمنين عن الكافرين والمنافقين ، ومن الطبيعي أن لا يدخل الجنّة إلاّ من كان قائلاً بولايتهعليه‌السلام .

__________________

١ ـ جواهر المطالب ١ / ٨٨.

٢ ـ الرياض النضرة ٣ / ١١٨ ، ينابيع المودّة ٢ / ٤٠٤ و ٣ / ٢٣٠.