مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ) (١) .
فالآية المباركة في صدد بيان جواب المؤمنين لليهود والنصارى ، وأنّهم لا يفرّقون بين أحد من الأنبياء ، فيؤمنون ببعض ولا يؤمنون بالبعض الآخر ، وإنّما يعتقدون بجميعهم.
( ـ ـ )
س : من هو النبيّ دانيال؟ وهل هناك نبي اسمه جرجيس؟
ج : كان دانيالعليهالسلام نبيّاً مبعوثاً في بني إسرائيل ، حينما كانوا أسرى بيد بخت النصر في بابل ، إذ يظهر من بعض الآثار والأخبار أنّ بخت النصر قد أغار على أورشليم ـ عاصمة اليهود ـ ونهبها ، وأجلى أهلها إلى بابل في سنة ٥٨٨ ق م.
وعلى كُلّ فقد عذّبه بخت النصر في بادئ الأمر ، وثمّ بعد الوقوف على غزارة علمه وحكمته ـ بتعبيره الرؤيا الخاصّة ببخت النصر ـ أطلق سراحه ، وخفّف عن اليهود بسببه ، ولكن هوعليهالسلام قد قبض في تلك الأيّام بعدما بشّر قومه بعودتهم إلى وطنهم ، بيد من يبيد حكم بخت النصر.
وقد دفنعليهالسلام في مدينة شوش في محافظة خوزستان الإيرانية ، ومضجعه معروف هناك.
ويظهر من بعض الأخبار : أنّ دانيالعليهالسلام قد لاقى نبيّ الله داودعليهالسلام في وقتٍ ما ، وعلى ضوء ما ذكرنا ، فلابدّ أن يكون هذا اللقاء قبل نبوّة دانيالعليهالسلام بفترة غير وجيزة ، وعليه يجب أن نلتزم بأنّ دانيالعليهالسلام كان من المعمّرين.
وأمّا جرجيسعليهالسلام ، فقد جاء ذكره في عداد الأنبياءعليهمالسلام في موارد كثيرة(٢) ، وأنّه بعث إلى ملك بالشام كان يعبد الأصنام فردعه عنها فلم
__________________
١ ـ البقرة : ١٣٥ ـ ١٣٦.
٢ ـ بحار الأنوار ١٤ / ٤٤٥ و ٣٩ / ٦٤.