( نصر الله ـ السعودية ـ )
س : سؤالي هو : هل النبيّصلىاللهعليهوآله والأئمّةعليهمالسلام في مرتبة واحدة؟ وهل يجوز أن نساوي بين النبيّ وأحد من الخلق؟
وما معنى قوله تعالى :( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (١) ، هذه بعض الأسئلة احتاج الردّ عليها لو سمحتم ، وشكراً.
ج : إنّ نبيّنا محمّدصلىاللهعليهوآله له مقامان : مقام النبوّة ، من حيث رسالته ونزول الوحي عليه كان له مرتبة النبوّة ، ومقام الإمامة ، من حيث قيادته للأُمّة.
وأمّا باقي الأئمّة المعصومينعليهمالسلام فلهم مرتبة الإمامة ، بما أنّهم قد جاء النصّ بخلافتهم عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، ولكن ليسوا أنبياء لأنّهم لم يأتوا بدين جديد ، ولم يأتهم الوحي برسالة أُخرى.
فمجمل الكلام : أنّهم ـ النبيّ والأئمّةعليهمالسلام ـ سواء في الإمامة ، ويمتاز عنهم النبيّصلىاللهعليهوآله بمقام النبوّة والرسالة ، نعم ، هم يتساوون أيضاً في مرتبة العصمة ، بما أنّها صفة ملحوظة في كلا الرتبتين.
وأمّا بالنسبة إلى الآية ، فإنّها تشير وتؤيّد الأخلاق الحسنة والممتازة عند الرسول الأعظمصلىاللهعليهوآله ، كما سجّل ذلك سيرته وحياته وتحمّله للمتاعب والمصاعب في سبيل تبليغ رسالته ، فكان خُلُقه العظيم في كُلّ ذلك ، هو الذي دعا الناس أن يحوموا حوله( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) (٢) .
( ـ ـ )
س : كيف نوفّق بين كلامكم هذا ، وبين أنّ دعاء النبيّ مستجاب حتماً؟
__________________
١ ـ القلم : ٤.
٢ ـ آل عمران : ١٥٩.