ومنه يظهر أنّ تعريفهعليهالسلام لتلك الفقرات هو تعريف خاصّ ، يجب ملاحظته في فهم كلامهعليهالسلام في المقام.
٤ ـ وأخيراً : توجد في نفس نهج البلاغة كلمات وخطب أُخرى تصرّح باحتمال تواجد الحقّ مع القلّة ، مثل : «لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلّة أهله »(١) ، أو« إنّ هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلّة »(٢) .
وعليه ، فيجب أن نفهم كلام الإمامعليهالسلام في المقام بشكل يتّفق مع كلماته وخطبه في سائر الموارد.
( محمّد ـ أمريكا ـ )
س : إذا ثبتت مسألة كسر ضلع الزهراء عليهاالسلام عند علمائنا الأجلاّء ، فلماذا لم يرد ذكرها في نهج البلاغة؟ علماً أنّ الإمام علي عليهالسلام ذكر معظم ما جرى له في حياته في خطبه المجموعة في نهج البلاغة؟
ج : أوّلاً : إنّ الشريف الرضيقدسسره جمع خطب أمير المؤمنينعليهالسلام ورسائله وكلماته القصار ، وكان نظره إلى الجانب الأدبي والبلاغي في كلامهعليهالسلام ، ولم يجمع كُلّ كلام الإمامعليهالسلام ، حتّى أنّه لم يورد في بعض الأحيان الخطبة بأكملها ، بل أورد قسماً منها.
وعليه ، فلا يرد الإشكال إذا لم ترد مسألة كسر الضلع في نهج البلاغة صريحاً ، مع أنّه أشارعليهالسلام إلى مظلومية الزهراءعليهاالسلام بإشارات يفهمها اللبيب ، وبعبارات بليغة ، وجمل ظريفة ، حيث قالعليهالسلام ـ عند دفن فاطمةعليهاالسلام ، كالمناجي به رسول اللهصلىاللهعليهوآله عند قبره ـ :
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ١٠ / ٢٦١.
٢ ـ المصدر السابق ٩ / ٩٥.