فابتداءً كانوا يقولون السورة التي تذكر فيها البقرة ، أو السورة التي يذكر فيها آل عمران ، ثمّ اختصاراً تحوّل إلى سورة البقرة ، وسورة آل عمران.
وهذا لا يعود إلى وحي ، ولا إلى تسمية معصوم ، وإنّما يعود إلى نظر الذوق العام أو العرف العام ، فالذي جلب نظرهم في هذه السورة المباركة هو موضوع البقرة لا المواضيع الأُخرى ، كموضوع إبراهيمعليهالسلام لم يجلب نظرهم هنا ، نعم في سورة أُخرى موضوع إبراهيمعليهالسلام جلب نظرهم ، فسمّيت تلك السورة بسورة إبراهيم ، وهكذا.
( ـ الكويت ـ )
س : أسأل الله تعالى أن يوفّقكم لخدمة أهل البيت عليهمالسلام ، والدفاع عن المذهب الحقّ ، ما هي عقيدتنا بترتيب الآيات في سور القرآن الكريم؟ هل ترتيبها في القرآن الموجود هو الذي أمر به رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ ولكم جزيل الشكر.
ج : إنّ الترتيب الموجود في الآيات هو ما كان على عهد الرسولصلىاللهعليهوآله ، بدلالة نفي التحريف مطلقاً عن القرآن ، الذي بمضمونه الالتزامي يدلّ على الاحتفاظ بترتيب الآيات ، كما نشاهده فعلاً ؛ وأيضاً ممّا يدلّ عليه تعارف وتداول قراءة السور ، مع ترتيب آياتها الموجود حاليّاً عند المسلمين ، من لدن الصدر الأوّل إلى الآن.
ولمزيدٍ من التوضيح ، عليكم بمطالعة الكتب التي دوّنت في هذا المجال ، ومنها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ « البيان في تفسير القرآن » للسيّد الخوئيقدسسره ، والرأي المتّبع عند الشيعة هو : ـ كما ذكر وعليه المعوّل ، وصرّح به علماء الطائفة ـ بأنّ الترتيب الفعلي للآيات كان من زمن النبيّصلىاللهعليهوآله (١) .
__________________
١ ـ صراط النجاة ١ / سؤال ١٣٢١.