( موالي ـ الكويت ـ ١٩ سنة ـ طالب )
س : هل يعتبر القرآن الكريم مخلوقاً أم لا؟
ج : إنّ منهج أهل البيتعليهمالسلام هو الاهتمام الجدّي والحقيقي بالقضايا الإسلامية الحيوية ، وعدم اقتحامهم في قضايا لها حساباتها السياسية الخاصّة ، لذا فإنّك تجد أئمّة الهدىعليهمالسلام أهملوا مسألة خلق القرآن ، لعدم علاقتها بالفكر الإسلامي الحقيقي ، متجنّبين ـ وشيعتهم كذلك ـ مخاطرات اللعب السياسية ، التي كانت الأنظمة تفتعلها لأغراض ليس هنا محلّ ذكرها.
ولو تأمّلت في قضية خلق القرآن ، لوجدتها قضية مفتعلة ليس لها آثارها الواقعية على بساط البحث العلمي ، فلو قلنا : إنّ القرآن مخلوق ، أو غير مخلوق ، فما هي آثار هذه القضية بالضبط في حياة الأُمّة؟ وفي مستقبل المسلمين؟ بل في واقعية الفكر الإسلامي عموماً؟
لذا فإنّ أئمّة آل البيتعليهمالسلام أغلقوا باب النزاع العقيم هذا ، وحثّوا شيعتهم إلى الاهتمام بقضايا لا تشغلهم عن واقعهم المأساوي الذي يعيشونه ، وبذلك أجاب الإمام الرضاعليهالسلام بإجابة لا تعطي معها نتيجة واضحة ، تدليلاً على أنّ أصل هذه القضية لا تعدو عن محاولاتٍ سياسية ، لتصفية حسابات خصومٍ سياسيين ، فقالعليهالسلام في معرض إجابته هل القرآن مخلوق أم لا؟
« ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنّه كلام الله عزّ وجلّ »(١) ، وبذلك أراد الإمامعليهالسلام أن لا يشغل الشيعة أنفسهم في قضايا عقيمة غير ذات بال.
( بدر الدين ـ المغرب ـ )
س : ما موقف الشيعة من مسألة خلق القرآن؟ نجد في التاريخ أنّ علماء قد
__________________
١ ـ التوحيد : ٢٢٣.