28%

دعاء عرفة

عن بشر وبشير ابنا غالب الأسديّ، أنّهما قالا: كنا مع الحسين بن عليّ (عليهما‌السلام ) عشيّة عرفة، فخرج (عليه‌السلام ) من فسطاطه متذلّلاً خاشعاً، فجعل يمشي هوناً هوناً، حتّى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في مَيْسَرَةِ الجبل، مستقبل البيت ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، ثمّ قال:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَيْسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ، وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ، وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِعٍ، وَهُوَ الجَوادُ الواسِعُ، فَطَرَ أَجْناسَ البَدائِعِ(١) ، وَأَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعِ، وَلا تَخْفى عَلَيْهِ الطَلائِعِ(٢) ، وَلا تَضِيعُ عِنْدَهُ الوَدائِعُ، جازي كُلِّ صانِعٍ، وَرائشُ(٣) كُلِّ قانِعٍ، وَراحِمُ

____________________

١- البدائع: الخلائق.

٢- الطلائع: أي المغيبات، وطلعت عن القوم، أي غبت عنهم.

٣- رائش كل قانع: أي مصلح أحوال كل راضٍ بما قسم له، ورشت فلاناً أصلحت حاله، والقانع هو الراضي بما قسم له، أو السائل.