خاتمه الباب
نذكر فيها فوائد
الاُولى: في كتاب الصراط المستقيم، وكذا في كتاب الفضائل من نسخة عتيقة لعلّها كتبت منذ ستّمائة سنة، ويظهر منها أنّ مؤلّفه من أولاد صاحب كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب، وفيه في آخر الفصل التاسع عشر ما هذا لفظه:
وقد ذكرت في الفصل الثاني عشر انتساب أهل كلّ علم اللَّه إليه عليه السلام وأخذهم عنه واقتباسهم منه، ألم تر أنّ عبدالحميد - كاتب بني اُميّة - لمّا كتب الكتب المشهورة إلى أبي مسلم الّذي كان يحمله جمل قيل له: من أين لك هذه البلاغة؟ قال: من حفظي لألف خطبة من أصيلع(١) بني هاشم - يعني به عليّاً عليه السلام - غاصت ثمّ فاضت - وأراد بقوله أصيلع: التعظيم لعليّ عليه السلام، لإنّ العرب إذا عظمت شيئاً صغّرته-.
وأمّا عمرو بن الجاحظ المكنّي بأبي عثمان الّذي هو طراز البلاغة والبيان الّذي ملك زمام الفصاحة، وكان علّامة الدهر، قد تحيّر قلبه ودهش لبّه فيما جمعة من مائة كلم الّتي اعترف بأنّها قد حوت متفرّق المعاني الحكميّة المتضمّنة لمكارم الأخلاق النفسانيّة الّتي أوّلها: «لو كشف الغطاء ما ازددت يقيناً» إلى آخرها.
ومعلوم أنّ كلامه عليه السلام إذا وقف عليه من رزق الهداية رآه منضوداً(٢) في عِقد(٣)
____________________
(١) في الصراط المستقيم: أصلع.
(٢) نَضَدَ الشيء: ضمّ بعضه إلى بعض متَّسقاً ومنظّماً.
(٣) العِقْد: خيطٌ يُنْظم فيه الخرز ونحوه.