2%

خاتمة الباب

نذكر فيها نبذة من مواعظه فيها بلغة وكفاية.

منها : كتب إليه بعض شيعته يعرّفه إختلاف الشيعة، فكتب عليه السلام:

إنّما خاطب اللَّه العاقل، والناس فيّ على طبقات: المستبصر على سبيل نجاة، متمسّك بالحقّ، متعلّق بفرع الأصل، غير شاكّ ولا مرتاب، لا يجد عنّي ملجأ.

وطبقة لم تأخذ الحقّ من أهله، فهم كراكب البحر يموج عند موجه ويسكن عند سكونه.

وطبقة استحوذ عليهم الشيطان، شأنهم الردّ على أهل الحقّ، ودفع الحقّ بالباطل حسداً من عند أنفسهم.

فدع من ذهب يميناً وشمالاً، فإنّ الراعي إذا أراد أن يجمع غنمه جمعها بأهون سعي، وإيّاك والإذاعة وطلب الرئاسة، فإنّهما يدعوان إلى الهلكة.(١)

منها : قال عليه السلام: من الفواقر(٢) الّتي تقصم الظهر: جار إن رأى حسنة أخفاها، وإن رأى سيّئة أفشاها.(٣)

منها : قال عليه السلام لشيعته: أوصيكم بتقوى اللَّه، والورع في دينكم، والإجتهاد للَّه، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد صلى الله عليه وآله وسلم، صلّوا في عشائرهم، وأشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم.

فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسن

____________________

(١) البحار: ٣٧١/٧٨ ح٤.

(٢) الفواقر؛ جمع فاقره: الداهية.

(٣) البحار: ٣٧٢/٧٨ ح ١١.