خاتمة الباب
نذكر فيها أمرين:
الأوّل : أبيات همزيّة لشرف الدين أبوعبداللَّه محمّد بن سعيد الدلاصي (البوصيري) ولقد حذفنا أواخرها أبياتاً خوفاً للإطناب وهي:
كيف ترقى(١) رقيّك(٢) الأنبياء | يا سماء ما طاولتها(٣) سماء | |
لم يساووك في علاك وقد حا | ل سنا(٤) منك دونهم وسناء | |
إنّما مثلوا صفاتك للنا | س كما مثل النجوم الماء | |
أنت مصباح كلّ فضل فما يصـ | ـدر إلّا عن ضوئك الأضواء | |
لك ذات العلوم من عالم الغيـ | ـب ومنها لآدم الأسماء | |
لم تزل في ضمائر الكون تختا | ر لك الاُمّهات والآباء | |
مامضت فترة من الرسل إلّا | بشّرت قومها بك الأنبياء | |
تتباهى بك العصور وتسموا | بك علياء بعدها علياء | |
وبدا للوجود منك كريم | من كريم آباؤه كرماء | |
نسب تحسب العلا بحلاه | قلدتها نجومها الجوزاء(٥) | |
حبّذا عقد سؤدد وفخار | أنت فيه اليتيمة العصماء | |
ومحيا كالشمس منك مضيء | أسفرت عنه ليلة غرّاء | |
ليلة المولد الّذي كان للديـ | ـن سرور بيومه وازدهاء |
____________________
(١) ترقى: ترفع، تعلو، تصعد.
(٢) رقيّك: صعودك.
(٣) طاول في الشيء: غالبه وباراه.
(٤) السناء: العلوّ والارتفاع.
(٥) الجوزاء: نجم يقال: إنّها تعرّض في جوز السماء أي وسطها.