2%

خاتمة الباب

نذكر فيها أمرين:

الأوّل : أبيات همزيّة لشرف الدين أبوعبداللَّه محمّد بن سعيد الدلاصي (البوصيري) ولقد حذفنا أواخرها أبياتاً خوفاً للإطناب وهي:

كيف ترقى(١) رقيّك(٢) الأنبياء

يا سماء ما طاولتها(٣) سماء

لم يساووك في علاك وقد حا

ل سنا(٤) منك دونهم وسناء

إنّما مثلوا صفاتك للنا

س كما مثل النجوم الماء

أنت مصباح كلّ فضل فما يصـ

ـدر إلّا عن ضوئك الأضواء

لك ذات العلوم من عالم الغيـ

ـب ومنها لآدم الأسماء

لم تزل في ضمائر الكون تختا

ر لك الاُمّهات والآباء

مامضت فترة من الرسل إلّا

بشّرت قومها بك الأنبياء

تتباهى بك العصور وتسموا

بك علياء بعدها علياء

وبدا للوجود منك كريم

من كريم آباؤه كرماء

نسب تحسب العلا بحلاه

قلدتها نجومها الجوزاء(٥)

حبّذا عقد سؤدد وفخار

أنت فيه اليتيمة العصماء

ومحيا كالشمس منك مضيء

أسفرت عنه ليلة غرّاء

ليلة المولد الّذي كان للديـ

ـن سرور بيومه وازدهاء

____________________

(١) ترقى: ترفع، تعلو، تصعد.

(٢) رقيّك: صعودك.

(٣) طاول في الشيء: غالبه وباراه.

(٤) السناء: العلوّ والارتفاع.

(٥) الجوزاء: نجم يقال: إنّها تعرّض في جوز السماء أي وسطها.