فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ )
ورضى الله عن الصحابة يوم الشجرة إنّما كان بشرط عدم التبديل والانحراف والإحداث ، وقد قيّد الله هذا الرضى بعدم نكث تلك المبايعة بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً )(١) ، فالذي يبدّل ويغيّر ما عاهد عليه الرسول (صلّى الله عليه وآله) يُقال له كما قال له الرسول (صلّى الله عليه وآله) سحقاً سحقاً
فعن مالك بن أنس قال : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال لشهداء أُحد : (( هؤلاء أشهد عليهم ))
فقال أبو بكر الصديق : ألسنا يا رسول الله إخوانهم ، أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا ؟
فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( بلى ، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي ))
فبكى أبو بكر ثمّ بكى ، ثمّ قال : أإنّا لكائنون بعدك؟(٢)
وأمّا رواية ( أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم ) فهو
ـــــــــــــــــــــ
(١) سورة الفتح / ١٠
(٢) الموطأ / ٢٣٦ كتاب الجهاد ، باب الشهداء في سبيل الله ح ٩٩٥