11%

وفاة الصديقة فاطمة عليها‌السلام :

عن أُم سلمة ، قالت : اشتكت فاطمةعليها‌السلام في وجعها ، فخرج عليٌّعليه‌السلام لبعض حاجته فقالت لي فاطمةعليها‌السلام :« يا أُمّاه اسكبي لي غسلاً » ، فسكبت لها غسلاً ، فاغتسلت كأحسن ما رأيتها تغتسل ، ثمّ قالت :« يا أُماه أعطيني ثيابي
الجدد »
، فأعطيتها فلبستها ، ثمّ قالت :« يا اُماه قدّمي لي فراشي وسط
البيت »
ففعلت ، فاضطجعت واستقبلت القبلة وجعلت يدها تحت خدّها ثمّ قالت :« يا أُماه إني مقبوضة الآن ، وقد طهرت فلا يكشفني أحد » ، فقبضت مكانها(١) .

وفي رواية أُخرىٰ أنه في اليوم الأخير من حياتهاعليها‌السلام كان يبدو عليها
الارتياح ، فقامت من فراشها ونادت أولادها وغسّلت لهم ، ثمّ عانقتهم طويلاً
وقبّلتهم ، ثمّ أمرتهم بالخروج لزيارة قبر جدّهم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانت أسماء بنت عميس
تتولّىٰ خدمتها وتمريضها ، فطلبت منها وبصوت واهٍ ضعيفٍ أن تهيء لها ماء
لتغتسل ، فبادرت أسماء إلىٰ إحضار الماء ، فاغتسلت عليها‌السلام ولبست أحسن
الثياب وبدأ عليها الحبور ، فظنّت أسماء أنّها تماثلت للشفاء ، ولكن سرعان ما
عاودها القلق والاضطراب وتبدّدت ظنونها عندما طلبت منها أن تنقل لها
الفراش إلىٰ وسط البيت ، فقامت أسماء وهي تتعثّر بأذيالها ووضعت لها الفراش
في وسط البيت ، وقد أثارتها الدهشة ، وكانت بادية علىٰ وجهها لشدّة ما ساءها
وانتابها من القلق الشديد عندما رأت السيدة الزهراء عليها‌السلام قد اضطجعت علىٰ
_____________

(١) بحار الأنوار ٤٣ : ١٨٨.