33%

ولا شكّ في أن هذه المأساة قد تركت آثارها علىٰ حياة تلك البطلة المجاهدة ، ولا بدّ وأن تكون قد استلهمت من تلك الواقعة وشخوصها الجهادية المنقطعة النظير ، بل هي الوتر في كل الدهور ، أعظم العبر والدروس في كيفية الدفاع عن الحقّ والاستماتة حتىٰ النفس الأخير في سبيل العقيدة والمبدأ.

فضائلها وكراماتها عليها‌السلام :

امتازت هذه السيدة الجليلة بخصائص وكرامات شأنها شأن تلك السلسلة الذهبية من مطهّرات الأرحام. ومن الأمور الدالّة علىٰ ذلك ، ما قاله الإمام الصادقعليه‌السلام في حقّها : قال :« كانت ممن آمنت واتّقت وأحسنت والله يحبّ
المحسنين »
(١) .

ووصفهاعليه‌السلام ذات يوم بقوله :« كانت صدّيقة لم يُدرَك في آل الحسن
مثلها »
(٢) .

وقال ولدها الإمام الباقرعليه‌السلام :« كانت أُمّي قاعدة عند جدار فتصدّع
الجدار ، وسمعنا هدّة شديدة فقالت بيدها : لا وحقّ المصطفىٰ
صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أذن
الله لك في السقوط ، فبقيَ معلّقاً في الجوّ حتىٰ جازته ، فتصدّق أبي عنها
بمائة دينار »
(٣) .

وإذا ما أُضيف إلىٰ هذا سمات البيت الذي تعهدها بالتربية منذ نعومة
أظفارها ، وأي معلم قام بهذا ، سنجد البيت بيت آل محمّد والمعلم سبط
_____________

(١) تواريخ النبي والآل / محمّد تقي التستري : ٩٠.

(٢) دعوات الراوندي : ٦٨ / ١٦٥ ، بحار الأنوار ٤٦ : ٢١٥ / ١٤.

(٣) الكافي / الكليني ١ : ٤٦٩ / ١ ، باب مولد الإمام الباقرعليه‌السلام .