محمّدصلىاللهعليهوآله ، فلا غرو إذن أن تسمو تلك النفس الطاهرة في حسبها ونسبها وأصلها وأرومتها إلىٰ المقام الذي تكون فيه زوجة لمن هو زين العابدين وأُماً لمن هو باقر لعلوم الأولين والآخرين.
لا شكّ أن يوم وفاتهاعليهاالسلام كان ثقيلاً علىٰ آل محمّدصلىاللهعليهوآله وحزيناً علىٰ سائر المؤمنين ، ومن المؤسف أن ما وصلنا من كتب التاريخ قد أغفل تسجيل هذا اليوم الحزين ، وإن كان المظنون تسجيله فيما فقد من تراث الشيعة وحُرق وتُلف لأسباب سياسية وطائفية التهمت مكتبات شيعية برمّتها.
ومع عدم وجود ما يدلُّ علىٰ تحديد تاريخ وفاتهاعليهاالسلام إلّا أنه يمكن القول بأنها لم تعش طويلاً بعد واقعة كربلاء ، حيث ذكروا بأن أولاد الإمام السجّادعليهالسلام بلغوا خمسة عشر ولداً ، ولم يذكروا لزين العابدينعليهالسلام من فاطمة بنت الحسنعليهماالسلام سوى الإمام الباقرعليهالسلام ، وأما باقي أولاده فكلهم من أُمهات الأولاد(١) ، وفي هذا ما يشير إلىٰ رحيلها المبكر بعد شهادة خامس أصحاب الكساء عمّها السبط الإمام الحسينعليهالسلام .
فسلام عليها يوم وُلدت ، ويوم قضت نحبها مجاهدة صابرة ، ويوم تُبعث بإذن الله في الحياة الأُخرىٰ راضية مرضية.
اسمها : هي السيدة فاطمة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر بن أبي قحافة
_____________
(١) الإرشاد / الشيخ المفيد ٢ : ١٥٥ ، باب ذكر أولاد علي بن الحسينعليهمالسلام .