لقد كانت العلاقات بين الإمام السجّادعليهالسلام وبين القاسم بن محمد طيّبة ، فقد تأثّر القاسم بأخلاق أبيه ، وكان بينه وبين الإمامعليهالسلام نسبة أبناء الخالة ، وأمّا محمد أبوه فقد كان من خوّاص أمير المؤمنينعليهالسلام وخلّص أصحابه ، بل لقد ربّاه الإمام عليعليهالسلام ، وأدّبه التربية الإسلامية الصحيحة ، وكان محمدرضياللهعنه من خيار رجالات الإسلام ، وقد ساعد علىٰ ذلك كون أمّه أسماء بنت عميس من النساء المواليات لأهل البيتعليهمالسلام .
وهكذا ازدادت أُسرة آل القاسم بن محمّدرضياللهعنه شرفاً بالتقرّب إلىٰ آل محمّدصلىاللهعليهوآله ، وهذا في الواقع يمثل غاية فخر البكريين جميعاً فيما لو راموا الافتخار.
نعم بارك الله تعالىٰ في هذا الزواج السعيد ، وغمرت الزوجين ألطاف الله عزّوجلّ ، واحتفّ بيتهما الطاهر بدعاء الملائكة المقرّبين ، وجاء منهما من ملأ علمه الخافقين إمام الفقهاء الإمام الصادقعليهالسلام الذي أقلّ ما قالوا بحقّه أنه :ذو
علم غزير في الدين ، وأدب كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا ، وورع
تام عن الشهوات (١) .
وَلَدَتْ السيدة الجليلة فاطمة بنت القاسم رضوان الله عليها ، إمامنا الصادقعليهالسلام في يوم الجمعة ، وقيل : الاثنين من اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأوّل ، لسنة (٨٣) للهجرة المباركة ، في مدينة جدّه الرسولصلىاللهعليهوآله ، وهو اليوم الذي وُلد فيه جدّه رسول اللهصلىاللهعليهوآله .
_____________
(١) الملل والنحل / الشهرستاني ١ : ١٤٧.