نشتريها منك بهذه الصرّة ما بلغتْ وما ندري ما فيها !
وكان عنده رجل أبيض الرأس واللحية فقال : فكّوا وزِنوا ؟ فقال النخاس : لا تفكّوا ، فأنها إن نقصت حبّة من سبعين ديناراً لم أبايعكم ! فقال الشيخ : زنوا ، وفككنا الخاتم ووزنا الدنانير ، فإذا هي سبعون ديناراً لا تزيد ولا تنقص ، فأخذنا الجارية فأدخلناها علىٰ الإمام أبي جعفر الباقرعليهالسلام وأبو عبد الله الصادق قائم عنده ، فأخبرنا الإمام الباقر بما كان ، فحمد الله وأثنىٰ عليه ثمّ قال لها :« ما
اسمك ؟ » قالت : حميدة ، فقال الإمامعليهالسلام :« حميدة في الدنيا ، ومحمودة في
الآخرة ، أخبريني عنك أبكر ، أم ثيب ؟ » ، قالت : بكر ، قال الإمامعليهالسلام :« كيف ولا يقع في يد النخّاسين شيء إلّا أفسدوه ؟ » .
قالت : « كان يجيء فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة ، فيسلط الله عليه رجلاً أبيض الرأس واللحية فلا يزال يلطمه حتىٰ يقوم عنّي فقال : يا جعفر ، خذها إليك ، فولدت خير أهل الأرض موسى بن جعفرعليهالسلام »(١) .
لقد تزوّجها إمامنا الصادقعليهالسلام وعاشت في كنفه تنعم بالسعادة والبركة في ظلّ الإمامة الوارف ، تغترف من علم الإمام وتقواه ، وتتزيّن بحلمه وعلمه ، وتتعطّر بكماله وأدبه ، وتفرّدت من بين ضرّاتها بأُمومة إمامنا أبي الحسن الأول موسى الكاظمعليهالسلام .
نعم ، لقد اقترن الإمام الصادقعليهالسلام بتلك المخدّرة المباركة ، والتي شاءت
_____________
(١) عوالم الإمام الجوادعليهالسلام : ٥٣٩ ، واُنظر : الكافي ١ : ٤٧٦ / ١ ، باب مولد أبي
الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام من كتاب الحجّة ، وبحار الأنوار ٤٨ : ٥ / ٥.