11%

فناولته إيّاه في خرقة بيضاء ، فأذّن في أذنه اليمنىٰ ، وأقام في اليسرىٰ ، ودعا بماء الفرات فحنّكه به ، ثمّ ردّه إليّ وقال :« خذيه فإنه بقية الله في أرضه » (١) .

عن محمّد بن زياد قال : سمعت الإمام موسىٰ بن جعفرعليهما‌السلام يقول لمّا ولد الرضاعليه‌السلام :« أن ابني هذا ولد مختونا طاهراً مطهّراً ، وليس من الأئمة أحدٌ
يولد إلّا مختوناً طاهراً مطهراً »
(٢) .

وهنا عمّت الفرحة والبشرىٰ بولادة الإمام الرضاعليه‌السلام ، وكان ذلك في المدينة المنورة في سنة ١٤٨ للهجرة المباركة المصادف ليوم الخميس لاحدىٰ عشرة ليلة خلون من شهر ذي القعدة الحرام ، وذلك بعد وفاة جدّه الإمام الصادقعليه‌السلام بخمس سنين(٣) ، ولقد أجاد الشاعر في مدحها وذرّيتها :

ألا أن خير الناس نفساً ووالداً

ورهطاً وأجداداً عليُّ المعظم

أتتنا به للعلم والحلم ثامناً

إماماً يؤدّي حجّة الله تكتم(٤)

كراماتها :

عند البحث والتنقيب في طيِّات كتب السيرة والتاريخ ، يعلم المتتبّع مدىٰ عظمة هذه السيدة ، وإليك جملة من الروايات المشيرة إلىٰ ذلك :

رُوي عن هارون أنّه قال : إنّ الإمام الكاظمعليه‌السلام عندما اشترىٰ السيدة
_____________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٦ / ٢ باب في ذكر مولد الرضا علي بن موسىٰعليه‌السلام .

(٢) إكمال الدين وإتمام النعمة ٢ : ٤٣٣ / ١٥.

(٣) الإرشاد ٢ : ٣٠٤.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٣ / ٢ باب ما جاء في أُمّ الرضا علي بن موسىٰعليه‌السلام
واسمها.