11%

(نجمة) جمع قوماً من أصحابه فقال لهم :« والله ما اشتريت هذه الأمة إلّا بأمر الله
ووحيه ! »

فسُئِل عن ذلك ، فقال :« بينما أنا نائم ، إذ أتاني جدّي وأبي عليهما‌السلام ومعهما
شُقَّة حرير فنشراها ، فإذا هي قميص وفيه صورة هذه الجارية ! فقال جدّي :
يا موسىٰ ، ليكونن من هذه الجارية خير أهل الأرض من بعدك ، ثمّ أمراني
أن اسمّيه عليّاً ، وقالا لي : إنّ الله تعالىٰ يظهر به العدل والرأفة ، طوبىٰ لمن
صدّقه ، وويلٌ لمن عاداه وجحده وعانده
»(١) .

وكانت السيدة نجمة في غاية العبادة والتقىٰ ، وقد دلّت علىٰ ذلك الرواية الواردة عن أُم الإمام الكاظمعليه‌السلام (حميدة) حيث قالت عنها : إنّ نجمة لمّا ولدت الرضاعليه‌السلام كان يرتضع كثيراً ، وكان تامّ الخلقة ، فقالت : أعينوني بمرضعة ، فقيل لها : أَنقص الدر ؟ قالت : لا والله ما نقص ، ولكن عليَّ وردٌ من صلاتي وتسبيحي ، وقد نقص منذ ولدت(٢) .

وبعد ، فقد كانت نجمة رضي الله عنها قرينة لنسمة من محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الإمام الكاظمعليه‌السلام ، ووعاءً لبضعة من محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله الإمام الرضاعليه‌السلام .

وفاتها عليها‌السلام :

لم نعثر علىٰ تاريخ وفاة أُم الإمام الرضاعليه‌السلام في شيء مما وصل إلينا من كتب
التاريخ ، بيد أنا نقدّر جهادها العظيم وصبرها في حياتها علىٰ المعاناة الكبرىٰ
_____________

(١) إثبات الوصية / المسعودي : ١٧٩.

(٢) بحار الأنوار ٤٩ : ٥ / ٧.