واثكلاه، ليت الموت أعدمني الحياة، اليوم ماتت أُمي فاطمة الزهراء، وأبي عليّ المرتضىٰ، وأخي الحسن الزكي، يا خليفة الماضين وثمال الباقين.
فنظر الحسينعليهالسلام إليها وقال: « يا أُختاه لا يذهبن حلمك ».
فقال: بأبي أنت وأمّي أستُقتَلُ؟! نفسي لك الفداء.
فرد ّ غصّته وتغرغرت عيناه بالدموع، ثمّ قال: « هيهات هيهات، لو ترك القطا ليلاً لنام ».
فقالت: يا ويلتاه، أفتغصب نفسك اغتصاباً، فذلك أقرح لقلبي وأشدّ علىٰ نفسي، ثمّ أهوت إلىٰ جيبها فشقّته وخرت مغشياً عليها.
فقامعليهالسلام فصبّ علىٰ وجهها الماء حتّىٰ أفاقت، ثمّ عزّاهاعليهالسلام بجهده وذكّرها المصيبة بموت أبيه وجدّه صلوات الله عليهم أجمعين.
ومما يمكن أن يكون سبباً لحمل الحسينعليهالسلام لحرمه معه ولعياله: أنه لو تركهن بالحجاز أو غيرها من البلاد كان يزيد بن معاوية لعنه الله أرسل مَن أخذهنّ إليه، وصنع بهنّ من الإستيصال وسوء الأعمال ما يمنع الحسينعليهالسلام من الجهاد والشهادة، ويمتنععليهالسلام - بأخذ يزيد بن معاوية لهنّ - عن مقام السعادة.